بالصور| “أكتوبر بين الماضي والحاضر وتحديات المستقبل” علي مائدة ملتقي “خريجي الإعلام”
أقامت جمعية خريجي الإعلام, برئاسة الدكتور حسن عماد مكاوي, عميد إعلام القاهرة الأسبق, الملتقي الثقافي الشهري تحت عنوان “حرب أكتوبر بين الماضي والحاضر وتحديات المستقبل “, بحضور كوكبة من المثقفين والرموز الوطنية والإعلاميين والصحفيين, الي جانب أعضاء مجلس إدارة الجمعية, وذلك مساء الخميس بمكتبة القاهرة الكبري بالزمالك.
وفي بداية الملتقي الذي أدارته الإعلامية الدكتورة هبة حمزة, رئيس اللجنة الثقافية بالجمعية, رحب الدكتور حسن عماد مكاوي, بضيوف الملتقي الكاتب الصحفي الكبير عبده مباشر, عميد المراسلين الحربيين, والذي عايش من خلال عمله كمراسل صحفي لجريدة الأهرام, الكثير من قصص عذا الإنتصار الخالد, والاذاعية الكبيرة أمينة صبري، الرئيس الأسبق لإذاعة صوت العرب, الي جانب اللواء أركان حرب محمد رشاد, وكيل المخابرات العامة الأسبق, مشيراً الي أن مجلس إدارة الجمعية كان حريصا علي استضافة كوكبة من المتحدثين المرتبطين ارتباط مباشر بأحداث حرب أكتوبر, حيث أن لديهم قصص ومعايشات حقيقية لهذا النصر العظيم.
كما أشار الدكتور حسن عماد مكاوي, الي أن نصر أكتوبر المجيد يعد أحد العلامات الفارقة في العسكرية المصرية التي استطاعت تحويل الإنكسار الي انتصار أذهل العالم كله بعد تحطيم إسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر واسترداد كل شبر من التراب الوطني, لافتاً الي أن جمعية خريجي الإعلام, انطلاقاً من دورها التوعوي والتثقيفي المرتبط بالأساس بخريجي كليات وأقسام الإعلام في ربوع الوطن, الذين سيحملون مسئولية هذه الرسالة في المستقبل, حرصت ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لإنتصارات أكتوبر المجيد, أن تعيد للأذهان قصص البطولة والفداء والتضحية التي قدمها أجدادهم لإسترداد الأرض والكرامة الوطنية, حتي يكون هذا الجيل متسلح بماضيه الوطني المشرف, الي جانب مهاراته وأدواته الإعلامية.
ومن جانبه قام الاستاذ يحى رياض, القائم باعمال مدير عام مكتبة القاهره الكبري, بالترحيب بالسادة الضيوف, مثمناً التعاون المتميز بين المكتبة وجمعية خريجي الإعلام, مشيرأ الي أن المكتبة تعد أحد الروافد والمنابر الثقافية الرائدة في جمهورية مصر العربية, من خلال عقد واستضافة الندوات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية المختلفة.
وخلال كلمته اكد اللواء اركان حرب “محمد رشاد” أنه عندما تقلد منصب رئيس ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية بعد نكسة 1967 بالمخابرات العامة المصرية, كان من الضروري دراسة أسباب النكسة، حيث تبين أن السبب الرئيسي للنكسة قصور المعلومات العسكرية عن العدو, والتي كان يجب على المخابرات العامة بناء قاعدة معلوماتية حقيقية عنه باعتبارها مسؤولة عن تغطية العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.
وأضاف اللواء محمد رشاد, أنه تم تجميع كل المعلومات العسكرية عن الوحدات والأسلحة التي شاركت في العمليات وإصدار تقرير معلومات بعنوان “المعلومات المستخلصة من الكتب والنشرات عن القوات الإسرائيلية في حرب 67” وكانت الركيزة الأساسية لقاعدة المعلومات عن العدو وتم متابعة الموقف الإسرائيلي وبمنتصف عام 1968 كانت لدينا قاعدة معلومات كاملة.
وأشار اللواء محمد رشاد الي أنه خلال الفترة التي بدأت فيها حرب الاستنزاف بدأت القوات المسلحة إعادة بناء قواتها والمخابرات العامة إعادة هيكلتها بإشراف الوزير أمين هويدي المشرف على الجهاز في ذلك الوقت, حيثأدى دراسة قاعدة المعلومات بعد تجميعها إلى أن إسرائيل كيان صهيوني يحقق آمال وطموحات الصهيونية الإضافة إلى ما سبق فلقد ترتب على قاعدة المعلومات نتائج إيجابية للقوات المسلحة المصرية منها.
ومن جانبها بدأت الاذاعيه القديرة “امينه صبرى ” كلمتها برائعة الخال عبدالرحمن الأبنودي الوطنية “عدي النهار” والتي شدي بها العندليب عبدالحليم حافظ, مشيرة الي أن تلك القصيده التي تصف الجرح النازف والانكسار بعد 67, كانت أحد الروائع الفنية الوطنية الملهمة في انتصارات أكتوبر73.
واشارت الي أن الهجوم الشديد الذي تعرضت لها الإذاعة المصرية, ومؤسسها الراحل الإذاعي الكبير أحمد سعيد بعد الهزيمة في عام 1967، ”, كان هجوماً ظالماً وغير موضوعي, حيث أن الإعلامي خاصة في أوقات الحرب يعتمد بشكل أساسي علي المعلومات والبيانات التي تصله من مصادرها المعروفة, كما اوضحت ان فى تلك الفتره جميع الاعلامين من مصر والعرب لم نصدق هذه الهزيمه.
وأضافت الإذاعية أمينة صبري, ان الجيش المصرى لم يحارب لكى يهزم, مؤكدة أن وانتصار حرب 73, كان نتيجة لحرب الاستنزاف, وما قام به الرئيس الراحل عبد الناصر, بإعادة هيكلة الجيش المصرى والمخابرات, مشيرة الي أنه عقب اعلان انتصار 73, كان هناك حالة مركبة من الفرح والخوف وعدم التصديق, خاصة لدي الإعلام المصري بسبب ذكري ما حدث للإذاعة المصرية عقب هزيمة 67, لذلك كان هناك نوع من التأني والتدقيق لدي كل وسائل الإعلام المصرية, لكن فور التيقن من أخبار هذا الإنتصار الخالد, انتابت الجميع حالة من الفرحة الهستيرية بين كل العاملين بالإذاعة المصرية, لدرجة أنها قالت: ” من لم يعيش هذه اللحظة لا يمكن أن يتخيل أثرها النفسي والمعنوي”.
واكد الكاتب الصحفي الكبير, و المراسل الحربى ابان حرب أكتوبر الأستاذ عبده مباشر, انه لايوجد حرب من غير قرار ولايوجد نجاح من غير خطه عظيمه ولا يوجد انتصار الا على ارض الواقع, حيث استشهد بحقبة محمد علي وقدرته علي تكوين جيشا قادر على الانتصار في كل مكان حتى معاهدة لندن 1840 ، مشيراً الي أن تحقيق الانتصار العظيم فى 73, كان من خلال عنصرين ومحورين أساسيين الأول عنصر المبادئة والمفاجآة وتلكم العنصرين تحقق بهما النصر.والأهم من ذلك كله هو عودة الثقة للمقاتل والجندى المصرى.
وأضاف الأستاذ عبده مباشر, أن عبقرية الإعداد للقرار المصري, والعمل علي تجهيز كل عناصره السياسية والعسكرية والإجتماعية, وحالة التمويه والتضليل العسكري, التي أوهمت العدو بأن الجيش المصري في حالة اسرخاء, ولا توجد أي مؤشرات أو دلالات علي دخوله الحرب, كان له الإثر الكبير في عامل المفاجأة والصدمة التي أربكت العدو, وجعلته يفقد توازنه.
كما استعرضت المستشارة الإعلامية أمينة حاتم, عضو مجلس إدارة جمعية خريجي الإعلام, أن الإعلام المصري كان له دور كبير في عملية الشحن المعنوي وشحذ الهمم قبل حرب أكتوبر 73, حيث أن جميع البرامج التليفزيونية والإذاعة والصحف, اعتمدت في رسالتها الإعلامية علي الإسلوب الحماسي الذي يعلي الروح الوطنية ويعمق الإنتماء الوطني من خلال الأخبار والمقالات والبرامج الحوارية, الي جانب الأعمال الفنية والأغاني الوطنية, الأمر الذي كان له دور كبير في تماسك الجبهة الداخلية ووحدتها خلف قواتها المسلحة.
كما قام الأستاذ محمد حمدان, الأمين العام الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة, بتقديم شهادته كأحد أبطال حرب أكتوبر, وأحد الحنود الأسري لدي العدو, حيث كان فجر يوم 9أكتوبر73, بمعبر نفق الشهيد أحمد حمدي, وكان العدو يهاجهم بقنابل “1000 رطل” شبيهة بما يطلقها الإحتلال الإسرائيلي علي السكان المدنيين في غزة الأن, لدرجة أن صوتها كان يصم الإذان لأكثر من ساعة, كما روري مشاهداته علي البطولات التي قدمها الجنود المصريين خلال الحرب, وكيف أنه قاوم من خلال سلاحه في عمق العدو ورحلته مع الأسر حتي عودته لأرض الوطن, تلك القصص التي تدعو للفخر والإعتزاز بأمثاله الذين وهبوا أنفسهم فداءً للوطن.
وفي ختام اللقاء قام الدكتور حسن عماد مكاوي, باهداء درع الجمعية للسادة المتحدثين تقديراً لدورهم الوطني, كما شاركته الدكتورة بسنت مراد فهمي, رئيس مركز التدريب والإستشارات الإعلامية بالجمعية, بتكريم عدد من السادة المدربين الذي شاركوا الجمعية في تنفيذ عدد من الدورات والورش التدريبية.